إن إقليم قوص له من الأهمية ما لا تخفى على أبنائه وزواره وجيرانه ، وهو إقليم واسع المسافة ، كبير المساحة . وأما مسافته فى الطول : فمسيرة اثني عشر يوماً بسيرالجمال السير المعتاد. وأما عرضه فثلاث ساعات وأكثر وأقل بحسب الأماكن أعنى العامر منها. ويتصل عرضه فى الكورة الشرقية بالبحر الملح وبأراضى البجاة . وفى الغربية بالواح . وهو كورتان شرقية وغربية والنيل فاصل بينهما . فأول الشرقية من بحرى أرض أُفيُو ، وهى مرج بني هميم المتصلة أرضها بأراضي جرجا من عمل إخميم . وآخرها من قبلى أُبْهُر . وتشترك فى النسبة مع أَبْهَر . وتلى هذه القرية قرية تسمى جنوبة ، أول أراضى النوبة . ولسلطان مصر على هذه القرية مقرر يؤخذ منها .
وتفصيل مدن هذه الكورة وقراها المعتبرة، وأولها المرج، وتليها الخيام، ويليها البميمير، وتليها القوسة، ويليها قصر بني شادى، ويليها فاو بعس، تشترك مع قاو من بلاد أخميم، وببلاد أخميم أيضا فاو بالفاء، وتلى فاو دشنا، ويليها بيج. وهى من أوسع الأقاليم أرضاً. يقال : إن مساحة أرضها ثمانون ألف فدان ، ويليها قِنا ، وتشترك فى النسبة مع قُنَّا من نواحي النهر وان. وذكر بعضهم فى قنا من الصعيد إقني، ويلي قنا أبنود ، ويليها قفط. وقيل: إنها كانت مدينة الإقليم أولاً. حكى بعض المؤرخين : أن بجانب قفط قرية يقال لها قوص ، وانها شرعت فى العمارة وشرعت قفط فى الخراب ، وذلك فى تاريخ سنة أربعمائة أو ما يقاربها . وأخبرنى خطيبها وغيره : أنه كان بها أربعون مسبكاً للسكر ، وست معاصر للقصب. وبها قباب بأعالى دورها . قالوا : إن من ملك عشرة آلاف دينار يجعل له قبة فى داره . ولما ذكر ابن لهيعة كورة أخميم وغيرها . قال : وكورة قفط ويليها قوص وهى مدينة العمل الآن . قيل سميت باسم رجل يقال له قوص بن قفط بن أخميم بن سفاف ابن اشمن بن منف. وقال ابن لهيعة : اشمن بن مصر ، وهى باب مكة واليمن والنوبة وسواكن والبالة . وفيها يقول الشيخ العالم نجم الدين أحمد بن ناشى القوصى القاضى :
قوص دهليز يثرب فإلى كم
وسط دهليز يثرب أتبختر
وفيها أيضاً يقول شيخنا تاج الدين بن الدشنائي من قصيدة :
لهفي على قوص ولو أنني
أكون من حراس أبوابها
وفيها أقول أنا [كمال الدين بن ثعلب]
انزل بقوص فإنما
هى منزل الفَطِن الحكيم
واشرب مياهاً قد أتت
من طيب جنات النعيم
رقّت وراقت فأحسبها
با صاح فى الليل البهيم
وانشق شذا عرف الريا
ض يفوح من لطف النسيم
وانظر إلى جري الجدا
ول فى المقارط والكروم
حكت الجنان بما حوت
حسناً وبالوجه الوسيم
ما العيش إلا ما مضى
لى فى رُباها من قديم
ووالي قوص تكاتبه ست ملوك، وشرقي قوص العباسة ، وشرقي العباسة قرية يقال له مسجد النب وتسمى اطسا. وقبلى قوص قري لطيفة مضافة إليها كدمرش، والناعمة وبوقلته ، ويليها شنهور وتشترك مع سنهور، ويلي شنهور دمامين، ويليها الأقصر، ويليها طود وكانت بلداً كبيراً. وكان بها بنو شيبان ممَدَّحين. ومن مدحهم الفاضل المهذب بن الزبير. والعالم أبو الحسن على بن محمد بن النضر.
r,w rkh p[h.m ]akh hs,hk holdl [v[h hf, jaj tva,'
