Ads 468x60px

الأحد، 6 يناير 2013

فضل العربية ووجوب تعلمها على المسلمين - الجزء السادس - رسلان

ولقد نجم من يقول: إن تدبر القرآن هو النظر في قوانينه التي قننها، ووسائل الإصلاح التي فصلها، والحدود التي حدها، والشرائع التي شرعها، وآفاق السموات والأرض التي جلاها، وأسرار النفس التي سواها، إلى غير ذلك من علومه وفنونه، وهذا في مكنة العربي، والأعجمي العييِّ من غير فارق كبير!!
والحق: أن القوم الذين نزل القرآن بلغتهم كانوا عربًا جرى القرآن في مقتضى قانون لغتهم، وتحداهم أن يأتوا بمثله، فعجزوا، ويعجز من بعدهم من بعدهم أبدًا؛ لأن الإعجاز بالتحدي لا يزال قائمًا، " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً".

والسور التي أنزلت بمكة أول العهد بنزول الوحي كانت غير منطوية على نظم تشريعية، ولا قوانين تنظيمية، وإنما لحظ أولئك العرب الإعجاز في نظم هذا القرآن نفسه.

وعلى قدر المعرفة بلغة العرب تكون المعرفة بفضل القرآن وعلو شأنه.

وأنما يعرف فضل القرآن، من عرف كلام العرب وخطبها ومقالاتها: في مواطن افتخارها، ورسائلها، وأراجيزها، وأسجاعها، فعلم منها: تلوين الخطاب ومعدوله، وفنون البلاغة، وضروب الفصاحة، وأجناس التجنيس، وبدائع البديع، ومحاسن الحكم والامثال.

فإذا علم ذلك ونظر في هذا الكتاب العزيز، ورأى ما أودعه الله سبحانه فيه من البلاغة والفصاحة وفنون البيان، فقد أوتي العجب العجاب، والقول الفصل اللباب، والبلاغة الناصعة التي تحير الألباب، وتغلق دونها الأبواب.

فكان خطابه للعرب، بلسانهم لتقوم به الحجة عليهم، ومجاراته لهم في ميدان الفصاحة ليسبل رداء عجزهم عليهم، ويثبت أنه ليس من خطابهم لديهم، فعجزت عن مجاراته فصحاؤهم، وكلت عن النطق بمثله ألسنة بلغائهم.

 وبرز في رونق الجمال والجلال، في أعدل ميزان من المناسبة والاعتدال، ولذلك يقع في النفوس عند تلاوته وسماعه من الروعة ما يملأ القلوب هيبة، والنفوس خشية، وتستلذه الأسماع، وتميل إليه بالحنين الطباع، سواء كانت فاهمة لمعانيه أو غير فاهمة، عالمة بما تحتويه أو غير عالمة، كافرة بما جاء فيه أو مؤمنة.
 

About Fares's Blog

مهتم بالعلوم التقنية والأكواد البرمجية، لا أميل لأى حزب أو جماعة وأبغضهم جميعًا. فقط [مسلم] ، بعيد عن السياسة تماماً ، وسأظل دوماً ما لم تُمَسُّ السُّنّةُ وأهلُها. انطلقت مدونتي منذ زمن بعيد ، ولم أكن متفرغاً لها أولاً ، ولا لدى الخبرة الكافية لإدارتها ثانياً .أقدم فيها ما تعلمته خلال ممارستي للحاسوب. كما تحتوى المدونة على أقسام خاصة أخرى ، أضع فيها ما يطيب لي من بعثرات الشبكة ، بعد أن أضيف لها لمساآتى الخآصة ، أو بدون ! وأردفه : منقول !

Blog's Visitors

Privacy Policy

مدونتي - وما أقدمه فيها من مساعدات وشروحات تقنية أو غيرها- ؛ هى موجهة للاستخدام الصحيح أولاً وآخراً . فلا أبيح أن يُستخدم أى محتوى من محتويات المدونة فيما يغضب الله عز وجل. كمدونات الأغانى والأفلام ، أو تلك التي تحتوى صور نساء وما شابه . كما لا أسمح بنقل أى موضوع أو محتوى فى المدونة ، إلا مع ذكر المصدر الأصلى للموضوع ، فإن من بركة العلم نسبته إلى أهله ! جزيتم خيراً .

faresalhdaleel@gmail.com