Ads 468x60px

الخميس، 4 أكتوبر 2012

فضل العربية ووجوب تعلمها على المسلمين - مقدمة -


الدفاع عن العربية دفاع عن كيان أمة برمتها، ولا يكون ذلك إلا بهتك الأستار المسدلة التى عمل من ورائها رجال من قبل، ولا يزال رجال يعملون من ورائها، اختارتهم " الثقافة الغربية الوثنية النصرانية" ، ليحققوا لهذه الثقافة غلبة على عقولنا ، وعلى مجتمعنا، وعلى حياتنا، وعلى ثقافتنا ، وعلى تراثنا، وبهذه الغلبة، يتم انهيار الكيان العظيم الذى بناه آبارنا فى قرون متطاولة، وصححوا به فساد الحياة البشرية فى نواحيها الدينية، والإنسانية، والأدبية، والأخلاقية، والعملية، والفكرية، وردوها إلى طريق مستقيم، علم ذلك من علمه، وجهله من جهله.
واللغة كما قال الرافعى : هى صورة وجود الأمة بأفكارها ومعانيها وحقائق نفسوها، وجودًا متمَيّزًا قائمًا بخصائصه.
وما ذلت لغة شعب إلا ذل ، ولا انحطت إلا كان أمره فى ذهاب، وإدبار.
إن العربية المجاهِدة هى لغة القرآن المجيد، وهى لغة النبوة الخاتمة، وهى سيدة اللغات، وهى السابقة بالوُصْلَة، المحافِظة على خصائص اللغة الساميَة الأصلية التى تفرّعت عنها اللغات السامية المختلفة.
والعربية هى الآخرة بالنبوة، بما نزل بها من الوحى المعصوم العصيِّ على التحريف والتصحيف، المعصوم من التغيير والتبديل، المحفوظ من الزيادة والنقصان.
لقد كان اللحن يُعَدُّ هُجْنَةً فى اللسان تمسخ المعني وتفسد المبنى ، وفيه قال عبد الملك بن مروان كلمته المشهورة : " اللحن فى الكلام أقبح من الجُدَرىِّ فى الوجه " .
ولقد بلغ من وعى السالفين بأهمية اللغة أن قال محمد بن أحمد الخُوارزمى المتوفَّى سنة أربعين وأربعمئة : " والله لَأَن أُهجى بالعربية أحب إلى من أن أثمدح بالفارسية" .
ولقد قال الشافعي رحمه الله فى "الرسالة" (ص 48) : " فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جَهْدُه، حتى يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، ويتلو به كتاب الله، وينطق بالذكر، فيما افتُرض عليه من التكبير، وأُمر به من التسبيح، والتشهد وغير ذلك.
وما ازداد من العلم باللسان، الذى جعله الله لسان من ختم به نبوته، وأنزل به آخر كتبه كان خيرًا له، كما عليه يتعلم الصلاة، والذكر فيها، ويأتى البيت وما أُمر بإتيانه، ويتوجه لما وُجه له، ويكون تبعًا فيما افتُرض عليه، ونُدب إليه، لا متبوعًا" .
لقد شوّه أقوامٌ من بنى جلدتنا تراثَنا، وتاريخنا، ولغتنا، ولو كان القائم على توجيه العقل العربى يهودًا ما وصلوا به إلى أبشع من ذلك.
وإذا كان ذلك كذلك؛ فكيف نحمى كيانًا كرهناه، وتاريخًا دنّسناه، وتراثًا ازدريناه، وأمةً صوَّرتها لنا الدراسات الضارة فى صورة شر أمة أخرجت للناس، وأجهل أمة أخرجت للناس، وأجفى أمة أخرجت للناس؟!!
لقد صوروا أدب الأمة فى صورة أدب سطحيٍّ ساذَج، وعلمها كعلم حلّاق القرية، ونحوَها مبنيًا على شواهد زور، وشِعرها مزاميرَ فى زفّة نفاق ...
إن مفتاح المعرفة الصحيحة هو اللغة، تُفضى إلى آفاق رحبة من العلم المستقيم،والفهم القويم لكتاب الله العظيم، وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
وأسأل الله أن يجزى خيرًا كل من بذل فيه جهدًا بطبع نشر أو نشر، وكل من نظر فيه، أو دل عليه، أو أرشد عليه.
وأسأل الله أن يجزى خالصًًا لوجهه ، وأن ينفع به كل مسلم؛ إنه على كل شيء قدير.
والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات . 
سبك الأحد                                         
الجمعة 5/3/1431                            أبو عبد الله
19/2/2010                           محمد بن سعيد بن رسلان
                                          - عفا الله عنه وعن والديه -

 

About Fares's Blog

مهتم بالعلوم التقنية والأكواد البرمجية، لا أميل لأى حزب أو جماعة وأبغضهم جميعًا. فقط [مسلم] ، بعيد عن السياسة تماماً ، وسأظل دوماً ما لم تُمَسُّ السُّنّةُ وأهلُها. انطلقت مدونتي منذ زمن بعيد ، ولم أكن متفرغاً لها أولاً ، ولا لدى الخبرة الكافية لإدارتها ثانياً .أقدم فيها ما تعلمته خلال ممارستي للحاسوب. كما تحتوى المدونة على أقسام خاصة أخرى ، أضع فيها ما يطيب لي من بعثرات الشبكة ، بعد أن أضيف لها لمساآتى الخآصة ، أو بدون ! وأردفه : منقول !

Blog's Visitors

Privacy Policy

مدونتي - وما أقدمه فيها من مساعدات وشروحات تقنية أو غيرها- ؛ هى موجهة للاستخدام الصحيح أولاً وآخراً . فلا أبيح أن يُستخدم أى محتوى من محتويات المدونة فيما يغضب الله عز وجل. كمدونات الأغانى والأفلام ، أو تلك التي تحتوى صور نساء وما شابه . كما لا أسمح بنقل أى موضوع أو محتوى فى المدونة ، إلا مع ذكر المصدر الأصلى للموضوع ، فإن من بركة العلم نسبته إلى أهله ! جزيتم خيراً .

faresalhdaleel@gmail.com